تاريخ النشر العالمي

عَرف البشر النشر في صورته الأولى في عصر الرواية قبل ظهور فكرة التدوين. وكان طرفا هذه المهنة هما المؤلف الذي قد يكون شاعرًا أو قاصًا، والطرف الثاني هو الراوي الذي ينقل للجمهور رسالة المؤلف. وفي أغلب الأحيان كان المؤلف والراوي شخصًا واحدًا. ثم انتقلت الإنسانية إلى طور آخر في رقيها وهو عصر التدوين، وأصبح طرفا مهنة النشر هما الوراق، وهو صاحب دكان يجلس فيه النساخون لنسخ الكتب التي يؤلفها، والطرف الآخر: المؤلف الذي قد يكون شاعرًا أو أديبًا أو عالمًا أو فقيهًا… إلخ.
تمثل حق المؤلف المادي في مكافأة يحصل عليها من الأمير أو شيخ القبيلة أو الخليفة… الخ، وكان الوراقون والنساخون يستأثرون بإيرادات مبيعاتهم من الكتب المنسوخة.
ثم ارتقت الإنسانية درجة أخرى فعرفت أوربا (جوتنبرج) الطباعة في القرن الخامس عشر.
وفى أوائل القرن العشرين تطورت المطابع من حروف الطباعة اليدوية إلى الجمع الآلي السطري (اللينو)، والحرفي (التيبو) ثم ظهرت طباعة الأوفست والجمع التصويري في الثلث الثاني من القرن العشرين. ثم جاء الثلث الأخير من هذا القرن ليظهر الحاسب الآلي بإمكاناته الهائلة ودرة تاجه الإنترنت، فانتقلت الطباعة والنشر نقلة نوعية هائلة أزالت المسافات بين البشر، وأثارت تحديات جديدة أمام أعراف مهنة النشر إذ ظهرت مسائل مستحدثه، ونشبت خلافات جديدة وكانت الأعراف تلهث ورا هذه المستجدات محاولة اللحاق بها.

a-staircase-in-a-library-bookshelves-full-of-book-2023-11-27-05-31-32-utc
Stack of books on table against bookshelf at library for education, literature or wisdom concept
تاريخ النشر في مصر

بزغت فكرة الطباعة في مصر بالتزامن مع حملة نابليون بونابرت على مصر عام 1798م، وبحمله ثلاث مطابع مجهزة بحروف عربية ويونانية وفرنسية، وكان الهدف الأساسي لهذه المطابع هو طباعة المنشورات والأوامر، وكانت تقوم بعملها في عرض البحر، حتى دخلت الحملة القاهرة، فنقلت إليها واستقرت بها، وعرفت بالمطبعة الأهلية، وتوقفت هذه المطبعة بانتهاء الحملة الفرنسية عام 1801م، ولم يُعرف مصيرها.
رحلت الحملة بعد ثلاث سنوات عن مصر، وتولى محمد على حكم مصر عام 1805 بعد ثورة شعبية أتت به، وكان لمحمد على رؤية ثاقبة وإرادة سياسية وإدارة تستطيع تنفيذ هذه الإرادة، فأدرك أن مصر القوية التي يتطلع إليها لن تتحقق إلا باللحاق بركب الحضارة الغربية الأوربية، وكان من ضمن ما حرص عليه إرساء صناعة الطباعة وتطويرها لتكون رأس الحربة في مشروعه الحضاري، فكانت مطبعة بولاق التي بدأت إلى جانب إصدارها الوقائع المصرية في نشر كتب التراث المدققة، ثم ثنًت بطبع الكتب العلمية الضرورية للمدارس الأولية والعليا التي أنشاها محمد على. وظل محمد على محتكرًا لمهنة النشر حتى منتصف القرن التاسع عشر، ثم بدأ بعض المصريين الناشطين وأعضاء الجاليات الأجنبية يفكرون في الاستثمار في المطابع.
وبعد حوالي عشرين عامًا، وفي عام 1819م، أو 1821م أنشأ والي مصر محمد علي باشـا (1184-1265هـ / 1770-1849م) مطبعة على أنقاض المطبعة الأهلية، عُرفت بالمطبعة الأهلية أيضًا، ثم نُقلت إلى بولاق، فعرفت بمطبعة بولاق، أو المطبعة الأميرية، واُعتبرت هذه المطبعة ثورة في عالم المعرفة، طُبع خلالها في مدة وجيزة من عام 1289هـ إلى عام 1295هـ أكثر من نصف مليون طبعة، ولم تتوقف خلال تسعين سنة من عملها المتواصل غير فترة يسيرة بين عامي 1861 و1862م بين عهدي محمد علي والخديوي إسماعيل (1245-1312‍ هـ/ 1830-1895م.

Address

123 Ave, Lorem City, site Country, The World

Phone

(001) 123456789 - 234567891 (001) 987654324

Email

info@phloxmarket.com info@yourdomain.com

Feedback Form
we love to hear your feedback

I’m also not going for what I would call an examined instructional sentence . compiled hundreds of file of mine .